الأفلاج – صون في إطار تعزيز القيم الوطنية والدينية، أصدرت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد توجيهًا لكافة خطباء الجوامع في المملكة بتخصيص خطبة الجمعة القادمة، التي توافق ١٤٤٦/٣/١٧هـ، للحديث عن نعم الله المتوافرة على هذه البلاد المباركة. وجاء في التوجيه، الصادر برقم ٤٦٤٢١٢٢٣٩ وتاريخ ١٤٤٦/٣/١٢هـ، التركيز على نعمة الأمن ووحدة الصف والاجتماع تحت ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله. محاور الخطبة: الأمن، الوحدة، والمواطنة وجاء في التوجيه الصادر عن معالي الوزير أن الخطبة يجب أن ترتكز على ثلاثة محاور رئيسية: 1. التذكير بشكر الله على نعمة الأمن: تعتبر نعمة الأمن والاستقرار من أعظم النعم التي تتمتع بها المملكة، وهي حجر الزاوية في تحقيق التنمية والاستقرار الاجتماعي. استشهد التوجيه بالآية الكريمة: "فليعبدوا رب هذا البيت، الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف "، للتأكيد على أهمية شكر الله على هذه النعمة العظيمة التي يُرفل بها أبناء المملكة. كما أشار إلى الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا "، مؤكدًا على أن الأمان من أعظم النعم التي تتطلب شكرًا مستمرًا. 2. أهمية الحفاظ على اللحمة الوطنية ووحدة الصف: في ظل التحديات التي يواجهها العالم، أكد التوجيه على أهمية التمسك بالوحدة الوطنية والتلاحم تحت راية القيادة الرشيدة، فاللحمة الوطنية تمثل الأساس الذي يقوم عليه استقرار المجتمع وتقدمه، كما قال الله تعالى: " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا"، مذكرًا بما يمكن أن ينتج عن التفرق والاختلاف من تهديدات للنسيج الاجتماعي. 3. تعزيز قيم المواطنة لدى الناشئة: شدد التوجيه على ضرورة تربية الجيل الناشئ على قيم الولاء والانتماء للوطن، وتحصينهم من الأفكار المتطرفة التي قد تهدد سلامتهم وسلامة المجتمع. وجاء التركيز على غرس مبادئ الوسطية والاعتدال، وتنمية الشعور بالمسؤولية الوطنية ليكونوا شركاء في مسيرة التقدم والتنمية التي تعيشها المملكة في مختلف المجالات، وفق رؤية 2030م. الجمعية الأهلية لحفظ النعمة بالأفلاج: نموذج للعطاء والمسؤولية الوطنية تتماشى أهداف الجمعية الأهلية لحفظ النعمة بالأفلاج مع ما تضمنه توجيه الوزارة، حيث تعمل الجمعية على نشر ثقافة الحفاظ على النعم والموارد وتعزيز روح المسؤولية الوطنية. الجمعية، التي تسعى إلى الحفاظ على الفائض من الطعام والموارد وتوزيعها على المحتاجين، تؤكد أن الحفاظ على النعم هو جزء أساسي من العطاء الوطني الذي يجب على كل فرد في المجتمع المشاركة فيه. هذا وأكد رئيس الجمعية، الأستاذ عثمان العثمان، أن "الحفاظ على النعم هو واجب ديني ووطني، يعزز استدامة الموارد ويعكس شكرنا لله على ما أنعم به على بلادنا من خيرات " . وأضاف العثمان أن الجمعية تلعب دورًا مهمًا في توعية المجتمع بأهمية الحفاظ على الموارد، والمساهمة في بناء مجتمع مترابط يقوم على العطاء والمسؤولية. وأوضح أن رؤية الجمعية تنسجم تمامًا مع المحاور التي ركز عليها التوجيه الوزاري، لاسيما في تعزيز قيم المواطنة والمسؤولية لدى الأجيال الصاعدة. دور الجمعية في تعزيز الوحدة الوطنية والاستدامة من خلال برامجها المختلفة، تسهم الجمعية في تعزيز اللحمة الوطنية وترسيخ قيم التعاون والعمل الجماعي، حيث تعمل على جمع فائض الطعام من المناسبات والأفراح وتوزيعه على الأسر المحتاجة، مما يساهم في الحفاظ على الموارد الوطنية وتحقيق الاستدامة. كما تسعى الجمعية إلى نشر الوعي المجتمعي حول أهمية الاستهلاك الرشيد، وهو ما يتماشى مع توجهات المملكة نحو التنمية المستدامة. ختام: رسالة وطنية مستمرة يأتي توجيه وزارة الشؤون الإسلامية ليؤكد على أهمية التذكير بالنعم التي أنعم الله بها على المملكة، وخاصة نعمة الأمن التي تعيشها البلاد تحت ظل القيادة الحكيمة. كما أن الجمعيات الخيرية، مثل الجمعية الأهلية لحفظ النعمة بالأفلاج، تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ قيم المواطنة والمسؤولية، وتسهم في تعزيز اللحمة الوطنية والاستدامة. في نهاية المطاف، يمثل هذا التوجيه رسالة واضحة بأن الحفاظ على نعم الله يتطلب شكرًا دائمًا، وتعاونًا مستمرًا بين أفراد المجتمع، من أجل بناء مستقبل أكثر استدامة واستقرارًا لأجيال المملكة القادمة